الاثنين، 28 نوفمبر 2011

ستيف جوبز

حسب اعتقاده لا يوجد إلا رجال قليلون غيروا مجرى التاريخ كنيوتن، شيكسبير أو أنشتاين و هو يرى نفسه أحدا منهم، إنه الرجل الذي أراد تغيير العالم بالمعلوماتية، إنه الرجل الوحيد الذي يمكنك انتظار مؤتمراته كما تنتظر مباراة في كرة القدم، إنه أيضا من يجبرك على الإنتظار لمدة أيام في طابور كبير أمام كل متاجره في العالم عند صدور أي منتج جديد. إنه من دون شك ستيف جوبز أحد مؤسسي شركة التفاحة مع ستيف آخر، ستيف وزنياك. قرر جوبز الإستقالة من منصبه كالمدير التنفيذي للشركة التي أسسها، في 24 أغسطس 2011 و كل العالم تأسف لذلك، رحيل أعظم مدير تنفيذي للعشرية الأخيرة و إذا كنتم ما زلتم تظنون أنه ليس كذلك فاربطوا الأحزمة لننطلق في رحلة عبر الزمن، 56 سنة إلى الوراء لنكتشف قصة نجاح الرجل المعجزة ستيف جوبز.
كيف نشأ ستيف جوبز؟
ستيف بول جوبز يحمل دما عربيا من أبيه البيولوجي، السوري عبد الفتاح جون جندلي، حامل دكتوراه في العلوم السياسية التي تحصل عليها بالولايات المتحدة وهناك في أمريكا تعرف على والدة ستيف، جوان كارول شيبل و أنجب منها ستيف جوبز و منى سيمبسون (كاتبة أمريكية) و الذي تم تبنيهما من عائلتين مختلفتين بعد انفصال الأبوين.
وهكذا تبدأ قصة ستيف جوبز في 1955 في ولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة مهد التقنية الحديثة، على بعد كيلومترات فقط على منطقة Silicon Valley أو وادي السيليكون نشأت أكبر الشركات العالمية كهوليت باكارد (HP)، أبل، إنتل و صن ميكروسيستمز (SUN). حيث نشأ في عائلة الجوبز المتواضعة لكن هذا لم يمنعه من تحقيق أحلام الكبار (تغيير العالم)، و كالعديد من أبناء حيه كان شغف ستيف بالإلكترونيات و لتغيير العالم تبدو البداية متعثرة بما أنه كان مجرد مصلح هاو للأجهزة الإلكترونية في العطل الأسبوعية و لم يكن بارعا جدا في ذلك.
وبعد إنهائه دراساته الثانوية  التحق ستيف جوبز بجامعة Reed College في بورتلاند كان سيتخلى عن دراسته بعد ثلاثي وحيد. لكنه و في المقابل واصل متابعته للدروس كطالب حر، مما ساعده في متابعة دروس مهمة في علوم الخط التي يرجع إليها الفضل في جمالية خطوط الماك
لم يكن هذا مفيداً في حياتي لكن بعد عشر سنوات، عندما كنا نقوم بتصميم حاسوب الماكنتوش الأول جائت إلي هذه الخطوط و قمت بتركيبها في نظام ماك، و كان هو الحاسوب الأول ذو الطباعة الجيدة. حتى بالنسبة لنظام الويندوز الذي قام بتقليد الماك، فلو لم أدرس تلك المادة لما أصبح لكل جهاز شخصي هذه الخطوط و لم يكن لديهم هذه الطباعة للخطوط الرائعة التي يعملون عليها حتى الآن.
عاش جوبز شبابا عاديا، كأي شاب أمريكي و تأثر كثيرا بأفكار الهيبيز في بداية دراسته بالجامعة، الشعر الطويل، الموسيقى المناهضة، خاصة بهدف واحد أمامهم، تغيير العالم. في تلك الفترة كانت لجوبز مجموعته الخاصة و كان يذهب هو و زملائه إلى مزرعة أشجار التفاح أين كانوا ينعزلون عن مجتمعهم .
وفي هذه الفترة من شبابه سيلتقي جوبز مع رجل سيغيرحياته، جاره ستيف وزنياك أحد عباقرة كاليفورنيا و أول من اخترع جهاز الكمبيوتر.
لقائه مع ستيف وزنياك وانتاج اول كمبيوتر شخصي في العالم.
ستيف وزنياك هو مهندس أمريكي من أصول بولندية من مواليد كاليفورنيا يكبر صديقه جوبز بخمس سنوات، وزنياك أو WOZ كما يناديه البعض هو أحد عباقرة جيله في ولاية كاليفورنيا. فمنذ سن الثلاث سنوات كان ستيف يجيد القراءة، 7 سنوات صنع الطفل الصغير جهاز راديو بإمكانياته الخاصة، 13 سنة الإلكترونيات لم تعد سرا بالنسبة إليه و اختراعات ستيف وزنياك تتوالى أهمها كانت العلبة الزرقاء أو (Blue Box). إلى أن قام باختراع الجهاز الذي سيغير حياة الثنائي ستيف، أول جهاز كمبيوتر منزلي عرفته البشرية. وكلاهما أبدى إعجابه بالإلكترونيات و كون الشابين صداقة لا مثيل لها.
سنوات قليلة بعد ذلك و في 1975 أنهى ستيف وزنياك جهازه الجديد بإمكانياته الخاصة، الأبل 1 أول جهاز كمبيوتر شخصي في التاريخ الجهاز كان محدودا لكن في ذلك الوقت كان جهازا ثوريا فأجهزة الكمبيوتر كانت تشبه خزانات كبيرة بدون شاشة و لا لوحة مفاتيح. وزنياك لم يكن فخورا باختراعه و كان عليه أن يريه إلى أصدقائه في النادي ليدرك قيمة جهازه الجديد، الكل كان منبهرا فبإمكانيات بسيطة تمكن من صنع جهاز كمبيوتر، جوبز لم يخفي إعجابه بالجهاز و لديه الآن فكرة وحيدة في ذهنه، بيع الجهاز. وزنياك اعترف أنه لم يفكر يوما في بيعه لكن جوبز كان مصرا على ذلك، و حين قال له وزنياك : “ماذا لو خسرنا مالنا ؟”، أجاب جوبز : “حينها نكون قد أسسنا شركتنا الخاصة على الأقل”، و قرر جوبز حينها مباشرة تسمية الشركة “أبل” فمن أين جاء ذلك الإسم ؟ تتذكرون تلك المزرعة التي كان يجتمع فيها مع أصدقائه الهيبيز في فترة شبابه، نعم كانت مزرعة للتفاح مع العضة على اليمين لتفادي التشابه مع حبة طماطم و تلك الألوان كانت ترمز لفكرة الهيبيز : تغيير العالم.
http://www.electrony.net/media/2011/09/Apple_I_Computer.jpg
منذ البداية سيكشف ستيف جوبز عن موهبته الغير عادية في التسويق، فتخيلوا شابا من الهيبيز يريد بيع مجموعة من الأجهزة الغير جاهزة بعد في سوق لا وجود له أصلا. وأول صفقة لجوبز بدت كأنها لعبة أطفال، فلقد تمكن من الحصول على طلب توفير 100 جهاز كمبيوتر لفائدة متجر The Byte Shop أول متجر للإعلام الآلي في وادي السيليكون، وزنياك لم يصدق ذلك حينما أخبره صديقه بأول عقد تجاري لهم، 500 $ للجهاز الواحد أي بصفقة قيمتها 50.000 دولار. هذه القيمة ستستخدم في تطوير أجهزتهم طيلة صيف 1976. لكن المشكل الذي واجهه ستيف هو محدودية الفئة المهتمة بالجهاز، فكمبيوتر أبل 1 كان معقدا جدا و فقط المهندسون البارعون يستطيعون تشغيله، باختصار عملية تشغيله كانت تشبه حل معادلة في الرياضيات.
جوبز تفطن لذلك بما أن هدفه كان بيع جهازه للعموم و لهذا سيطلب من وزنياك تطوير جهازه لهذا الغرض، صحيح أن التطوير كان من وزنياك لكن كل ما تبقى اهتم به جوبز بدءا من التصميم الذي سيتغير ليصبح شكله أكثر قابلية للتسويق مع شاشة و قارئ الأقراص المرنة و غطاء من البلاستيك و اللون الأبيض، قام جوبز بتحويل آلة غامضة إلى جهاز موجه للإستهلاك. و لهذا اطلق حملة إعلانية ، منذ الإعلان عن جهازهم الجديد في عامه الأول حققت أبل مبيعات رائعة بالنسبة لها، 1000 كمبيوتر في الشهر.
http://www.electrony.net/media/2011/09/Apple-II-ad.jpg
حكاية أبل تحولت إلى قصة نجاح، في بداية الثمانينيات الشركة الصغير التي بدأت في مرآب صغير تحولت إلى مقر ضخم في وادي السيليكون و استطاع جوبز غزو الولايات المتحدة بـ 300.000 جهاز بيع حتى الآن، مدارس أمريكا أصبحت مزودة بأجهزة أبل و على الأبل 2 إذا تعلم الأمريكيون الإعلام الآلي و بهذا أصبح الثنائي مليونيرين بعد 14 سنة من العمل ، جوبز 30 سنة و وزنياك 35 و شيئا فشيئا بدأ مخترع أبل الإنسحاب من الشركة.
وزنياك قررالإنسحاب، لكن الرحلة بالنسبة لستيف جوبز لم تبدأ بعد فهناك منافس شرس سيظهر، IBM عملاق أمريكا الذي سيصدركمبيوتر IBM PC المستوحى بشكل كبير من الأبل 2. الجهاز لم يكن منافسا من الناحية التقنية و لا البرمجية لأبل لكن جوبز لديه مخطط للإطاحة بعدوه الجديد
صحيح أن أبل بدأت بداية متعثرة أمام أجهزة IBM التي لم تكن أقوى ولاأكثر أداءا من الأبل 2،  لكن الصورة المهيمنة للشركة منعت نجاح هذا الأخير، IBM فكانت هي العلامة الموثوقة في تلك الفترة و الجميع يريد الحصول على جهاز IBM بأي ثمن و مهما كانت جودة المنافسة. لكن رجلنا لن يستسلم بهذه البساطة لأنه كان على ثقة كبيرة بتفوقه على الجميع في مجال الكمبيوتر.
ستيف جوبز يريد سحق جهاز IBM للمرة الأخيرة و لهذا سيبدأ في خطته بالتفاوض مع عملاق آخر بنفس طموحاته, جوبزو بعد أيام قليلة من تولي John Sculley مهامه كمدير تنفيذي لشركة أبل، كرس معظم وقته في مشروعه الجديد “الماكنتوش”. المشروع كان مهما جدا لدرجة أنه سحب كل ما له علاقة مع مشروع الأبل 2 و طلب من الجميع التضحية من أجل الجهاز القادم الذي لن يعطي IBM أي فرصة للمنافسة.
جنون جوبز لم يتوقف هنا فقط بل ذهب إلى أبعد من ذلك، فبعد 3 سنوات من العمل الجاد أصبح الماكنتوش جاهزا للتسويق و تاريخ الصدور سيكون 1984.
و عدم ظهور جهاز الماكنتوش كان لسبب وحيد، ستيف جوبز يريد أن يحضى بشرف تقديم الجهاز شخصيا في عرض يليق بالشعب الأمريكي.وبالفعل الكل كان في الموعد يوم 24 يناير 1984 لمشاهدة العرض الأسطوري لأبل، و جوبز لم يحطم أمال الحظور الذين سيشاهدون لأول مرة جهاز كمبيوتر منزلي بمعنى الكلمة، فلقد كان الماكنتوش أول جهاز يدعم الفأرة بما أنها لم تكن معروفة من قبل و حمل معه تحديثات ثورية : ظهور الأيقونات، النوافذ، الملفات، شريط المهام، قارئ الأقراص المرنة و تطوير كبير على الرسوميات ترجمت بأول برنامج للرسم عل الحاسوب. و في التالي أول عرض للماكنتوش
مبيعات الجهاز ناجحة حتى الآن لكن للأسف لن تطول كثيرا، فكل تلك الإنجازات ستتبخر بعد شهور قليلة من ظهور الماكنتوش و السبب كان عبقري آخر، بيل جيتس.
من لا يعرف بيل جيتس، الرجل المحبوب لدى الجميع كمؤسس و مدير لمايكروسوفت اوكأغنى أغنياء العالم لعدة سنوات متتالية (1996-2007). وأحد أخطاء جوبز كانت استخفافه بالرجل الذي كان يزوده بالبرمجيات، فبيل جيتس بنفس طموحات ستيف جوبز أنشأ مؤسسته و هو ما زال شابا في العشرين من عمره ، نعم بنفس عمر صديقه “اللذوذ” ستيف.
نحن إذا في بداية سنة 1984، و مايكروسوفت لم تكن تلك الشركة العملاقة التي نعرفها اليوم و كان بيل جيتس يدير مجموعة من الشباب في مؤسسة صغيرة تهتم بتطوير البرامج فقط. وفي تلك الفترة كان بيل مجرد مزود بسيط يعمل يوميا عند شركة أبل,فاستغل رجلنا العبقري هذه اللامبالاة للتعرف على أسرار جهاز الماكنتوش فلقد كان يسأل عن كل شيء يتعلق بطريقة عمله .المدير التنفيذي السابق لمايكروسوفت لم يخفي إعجابه بجوهرة أبل، و شارك شعوره في كلمة ألقاها علنا مدح فيها الماكنتوش :
إذا كنت تريد أن تصبح مرجعا، فلا يجب أن تأتي بجهاز مختلف فقط بل يجب أن يكون جهازا جديدا حقا يجعلك تنبهر. و من بين كل الأجهزة التي رأيتها، الماكنتوش هو الجهاز الوحيد الذي وصل إلى هذا المستوى
كل شيء يشير إلى أن بيل جيتس يحضر لشيء مامستقبلا.سنة واحدة كانت كافية لبيل جيتس حتى يعلن عن أول نظام تشغيل بمعنى الكلمة.
و بأعجوبة تمكنت أجهزة الـ PC من تدارك تأخرها في مجال أنظمة التشغيل، كل ما له علاقة بالماكنتوش ظهر في نسخة مقلدة وبسعرأقل بكثير من جهازأبل والفرق بين مايكروسوفت وأبل، هو أن مع مايكروسوفت لست بحاجة إلى تطوير نظامك الخاص أوشراء جهاز جديد لتحصل على التقنيات التي وصلت اليها”.
و هكذا حلت الكارثة بأبل و لأول مرة منذ إنشائها، وكل الأنظار تصوب الآن نحو مؤسسها ستيف جوبز. و لم يكن أمام المدير التنفيذي حينها إلا اتخاذ قرار عزل ستيف جوبز من شركة أبل
رغم كون جوبز قائد رائع لشركة أبل، إلا أنه لم يكن محبوبا من بعض الموظفين الذين نظروا إليه كشخص متقلب الأوضاع، و بحلول منتصف العام 1985 بدأ صراع قوى داخل شركة أبل أدى في النهاية إلى قرار طرده من الشركة التي أسسها. هذا كان نتيجة لإنخفاض شديد في حجم مبيعات الشركة. لكن ستيف جوبز ليس من النوع الذي يستسلم أمام أول عقبة بل بالعكس هذا دفعه إلى الأمام و واصل تألقه بتأسيسه شركتين جديدتين ستعيده إلى عصر النجاحات. و لم يخفي جوبز ذلك حيث قالها أمام طلاب جامعة ستانفورد في 2005 :
طردت من الشركة التي أسستها و أنا بعمر الثلاثين. كل ما كنت أعمل عليه في مرحلة شبابي اختفى. بقيت شهور عديدة لم أعرف فيها ما أفعل  وقتها حاولت الهروب من وادي السيلكون. لكن شيئا ما بداخلي بدأ بالظهور ببطء، مازلت أحب ما أفعله
كونه شخص مبدع و شغوف، كان من الصعب أن يقف ستيف دون طموح جديد، و أسس ستيف شركة NeXT Computer ليضيف إلى العالم تجارب جديدة كما كان يفعل مع أبل. الأجهزة التي قدمها ستيف من خلال NeXT كانت غالية الثمن، و ذلك بسبب التقنيات المتقدمة المدمجة فيها. في النهاية قام ستيف ببيع هذه الأجهزة على القطاع الأكاديمي و العلمي لأنهم ربما الوحيدين القادرين على توفير ثمنها.
لاحقا قام ستيف بتقديم مفهوم جديد ينوي به ثورة تقنية جديدة و هو “interpersonal” كمبيوتر. بإختصار شديد هي فكرة تتيح للناس التواصل فيما بينهم بحرية أكبر مما سبق. في وقتها كان البريد الإلكتروني يقتصر فقط على الحروف و النصوص، ثم قدمت NeXT فكرة دخول الصورالمرئية والصوتيات ضمن البريد الإلكتروني أي أن NeXT قدمت جهاز الإنترنت قبل6 سنوات من ظهورها. ورغم هذا لم تستطع هذه الأخيرة التحليق في عالم المعلوماتية لتنتقل الشركة لاحقا للتركيز على البرمجيات فقط.
الكثير منكم يعرف استوديو Pixar الشهير، فهو منتج فلم حكاية لعبة “Toy Story” من ديزني. و قام ستيف جوبز بالإستحواذ عليه مقابل 10 مليون دولار. الشركة الأصلية كان من المفترض أن تكون شركة لتصنيع الحواسيب المخصصة للجرافيكس، و لكنها توقفت بعد سنوات من “اللاربحية”، لتصبح لاحقا شركة لإنتاج الرسوم الكرتونية الحاسوبية بالتعاون مع ديزني التي ساعدت في تمويل مشاريعها.
بدأت Pixar في تحقيق نجاحات كبيرة بعد حكاية لعبة، و أصبحت مشهورة على النطاق العالمي بشكل كبير جدا. المثير بالأمر أن هذا القرار أدى لوصول جوبز الى مكانه كبيرة في ديزني، وهي تحول جوبزبعد الصفقة إلى المالك لأكبر نسبة من أسهم ديزني .جوبز بهذا أصبح جزءا من مجلس إدارة شركة ديزني، و أصبح يديرأعمال رسوم ديزني.
نحن إذا في عام 1997، و خلال هذه الفترة كانت أبل في انهيار مستمر و واصلت مايكروسوفت التهامها لحصص الأخيرة حتى وصلت حصة بيل جيتس من سوق أنظمة التشغيل إلى نسبة 97 %، و لم يستقر المجلس الإداري على مدير معين، و تعاقب على المنصب العديد من المدراء التنفيذيين والذي بدورهم لم يجدوا حلاً لإنقاذ الشركة غير إعادة مؤسسها ستيف جوبز حيث دعاه للإنضمام لمجلس الإدارة وتعينه كمستشار للشركة في عام 1995، بعدها بسنه تم تعين ستيف جوبز رئيساً تنفيذياً مؤقتاً، وفي يناير 2000 تم تعين ستيف جوبز رئيساً تنفيذياً دائماً للشركة حيث كان يملك 30 مليون سهم حينها.
و من الواضح أن جوبز استغل فترة غيابه عن الشركة لإعداد مخطط الإنقاذ، حيث أنه و مباشرة بعد عودته قرر عقد مؤتمر ضخم على الطريقة الهوليودية لعرض مشروعه، مؤتمر Macworld بمدينة بوسطن. الكل كان في انتظار مفاجئات ستيف، الذي لم يخيب آمال الحضور بالإعلان عن شراكة (تخيلوا مع من ؟)، مايكروسوفت لا ليس مزحة بما أن الحضور اعتبرها كذلك لكن جوبز لم يعودنا على المزاح في أمور تتعلق بالمنافسة، ليس هذا فقط بل كان مديرها التنفيذي بيل جيتس “الخائن” كما وصفه عشاق التفاحة كان أيضا حاضرا في القاعة ، ليؤكد شخصيا هذه العلاقة الجديدة بين شركتي أبل و مايكروسوفت و أهم ما جاء فيها : تزويد الماكنتوش ببرنامج الأوفيس، اعتماد متصفح Internet Explorer كالمتصفح الإفتراضي للنظام .
انطلق رجلنا مباشرة في مشروع جديد سيطلق عليه إسم iMac لكن عليه أولا إيجاد التصميم المناسب لجهازه الجديد الذي سيذهل العالم مرة أخرى، و هنا سيكتشف بين أروقة الشركة مستقبل أبل صاحب تصاميم أجهزة أبل الرائعة (الأيفون، الأيباد، الأيبود، الماك بوك…) إنه البريطاني، جوناثان إيف “Jonathan Ive” (نائب رئيس قسم التصميم الحالي) الشاب صاحب الـ 25 عاما، فبعدما أذهل رئيسه بتصميم جهاز الـ iMac بألوانه الرائعة، لم يتردد جوبز حينها في تبني ذلك التصميم. و بعد عام فقط حان وقت الإعلان عن جهاز أبل الجديد، الذي سيعود بقوة إلى المنازل الأمريكية و يحقق أرباحا مريحة للشركة .
جوبز لديه مشروع آخر على الورق، يريد المنافسة في مجال جديد و لهذا فهو بحاجة مرة أخرى إلى جوناثان إيف الذي سيكلفه بمهمة تصميم جهازه القادم، الأيبود ذلك الجهاز الصغير بالتصميم الغير مألوف و الذي بإمكانه تخزين كم هائل من مقاطعك الموسيقية (1000 مقطع موسيقي في جيبك، كما جاء في الإعلان)، و هو باختصار أفضل مشغل موسيقى في بداية القرن الـ 21. و في 23 أكتوبر 2001 أعلنت أبل عن جهازها “الثوري” الجديد، في 3 نوفمبر 2001 ظهرت أول نسخة لبرنامج iTunes الشهير على موقع الشركة لإدارة ملفاتك المنقولة نحو مشغل الموسيقى، أسبوع واحد بعد ذلك أولى نسخ الأيبود تظهر لأول مرة على السوق. الجهاز يحمل 5 Go من حجم التخزين، الشحن و نقل البيانات تتم عبر FireWire و متوافق مع أجهزة أبل فقط (Mac OS 9 و Mac OS X مع iTunes 2.0) ثم مع الويندوز في 2002. في 2010 أبل تسيطر على سوق مشغلي الموسيقى، 275 مليون جهاز تم بيعه من أبل منذ انطلاقته، و في 2009 اعترف Eli Harari المدير التنفيذي لشركة SanDisk بفوز أبل في هذا المجال قائلا : “لا يمكننا إزاحة الأيبود”.
طموح جوبز لم يتوقف هنا بل سيقتحم مجالا جديدا بالنسبة لشركته و طبعا مع مصممه المدلل، جوناثان إيف الذي سيصمم مرة أخرى جهازا سيلقى نجاحا باهرا حتى يومنا هذا، هاتف الأيفون الذكي بأول شاشة لمس و الذي اكتشفه العالم في 9 يناير 2007، مجلة Time وصفته باختراع السنة، في 2008 أعلن ستيف جوبز عن تطبيقات الأيفون. اليوم تنوي أبل إصدار النسخة الخامسة من هاتفها و الذي من المتوقع أن يصدر قبل شهر ، بعد أن أعلنت عن تخطيها حاجز 100 مليون هاتف في حجم مبيعات الهاتف خلال المؤمر الذي عقدته في مارس 2011
http://www.electrony.net/media/2011/09/iphone-2g.jpg
و نواصل مع إبداعات ستيف جوبز. أعلنت أبل عن جهازها الجديد و الأول من نوعه في 27 يناير 2010، ليسوق في 30 أبريل من نفس السنة بالولايات المتحدة محققا مبيعات وصلت إلى 3 مليون نسخة في 80 يوم فقط. 2 مارس 2011 أعلن جوبز عن النسخة الثانية من الأيباد رغم عطلته المرضية التي أعلن عنها في 11 يناير 2011، ليكون موعد التسويق في 11 مارس بالولايات المتحدة. حقق الأيباد 2 مبيعات وصلت إلى 15 مليون نسخة في 9 أشهر
http://www.electrony.net/media/2011/09/steve-jobs-end.jpg
للأسف النهايات السعيدة لا نصادفها إلا في الروايات ففي 2004 اكتشف العالم أن ستيف جوبز مصاب بسرطان البنكرياس (أخطر السرطانات و أكثرها فتكا)،عودة جوبز كانت سريعة بداية من معرض أبل Apple Expo سبتمبر 2004. ليختفي بعدها لمدة سنتين و يظهر في مؤتمر أبل بمناسبة WWDC 2006 في سان فرانسيسكو،2011 قرر رجل أبل الأسطوري الإستقالة من منصبه كمدير تنفيذي لشركة كوبرتينو، و هذا ما جاء في نص الرسالة :
لطالما قلت إنه إذا جاء اليوم الذي لا يمكنني فيه من القيام بواجباتي على أكمل وجه ووفقاً للتوقعات المطلوبة من الرئيس التنفيذي، فإنني سأكون أول من يعلمكم بذلك. لسوء الحظ، لقد جاء ذلك اليوم.هكذا انتهت رحلة ستيف مع أبل، الرجل الذي حلم بتغيير العالم و هو الآن يغادر من الباب الواسع، استمتعنا بمنافسته الشرسة في كل المجالات التقنية، استمتعنا بأجهزته الثورية، لم نرى أنشتاين أو نيوتن لكننا فخورون برؤية ستيف بول جوبز، وداعا ستيف بكل بساطة.
http://www.electrony.net/36526/%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D9%81-%D8%AC%D9%88%D8%A8%D8%B2%D8%8C-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AC%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%B0%D9%8A-%D8%BA%D9%8A%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/
فيلم وثاىقي عن حياة ستيف جوبز
http://www.youtube.com/watch?v=K2KtHeFcSQE

ليست هناك تعليقات: